قبل أيام قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني بزيارة إلى موقع تصوير برنامج السارية في القرية التراثية، وقال سموه “إن موروثنا الشعبي جزء من تاريخ مملكتنا الغالية البحرين”، وهذا تأكيد من سموه على أن هذا البرنامج يعزز مفهوم الهوية الوطنية باعتباره مدخلاً لفهم الموروث الوطني وأحد أهم روافد المعرفة للجيل الحاضر، وأيضاً يعتبر موروثنا عاملا مهما في تكوين الشخصية البحرينية على مر التاريخ، وهو أمر متأصل يجري في دماء كل بحريني.

ويبدو لي أن هذه الزيارة الكريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد لها رؤية ونظرة بعيدة، بحيث يكون هذا الموروث الوطني الأصيل غير مقتصر على المشاهدة من المجتمع البحريني فقط، بل نقلها إلى كل المجتمعات الخليجية والعربية لتكون واحدة من أهم المنصات الإعلامية التي تهتم بالموروث الشعبي، خصوصاً أنه يعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافة وتاريخ البحرين.

وأيضاً نرى من خلال رؤية واهتمام سموه بالموروث الشعبي خططا استراتيجية قابلة للتطبيق بإذن الله والتي تتجسد في استثمار هذا الموروث وارتباطه بالقرية التراثية لتشكل مركزاً للتراث الشعبي لا يقتصر على الجوانب الترفيهية والطبيعية بل يمتد محيطها ليشمل جوانب سياحية وتاريخية وتعليمية وشخصيات بحرينية دونت اسمها في خارطة وجغرافيا البحرين لتكون مدخلاً وبوابة لفهم التاريخ البحريني وصناعة تنمية جديدة في هذا المجال، فبلادنا ولله الحمد يميزها أمنها واستقرارها وموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط دول المنطقة، وغيرها من جوانب جذب يمكن استغلالها، كلها عوامل مساعدة على أن تكون البحرين مركزاً للتراث الشعبي يساهم في نشر موروثنا الشعبي البحريني وتعزيز المفهوم السياحي للمملكة.

وهنا يجب أن أتقدم بالشكر والتقدير لسمو الشيخ ناصر بن حمد على جهوده وعطاءاته المستمرة في مختلف المناسبات لخدمة وطنه، وأثمن تلك المبادرة الرائعة من سموه بزيادة عدد الجوائز في مسابقة السارية التي رسمت الفرحة والبسمة على الجميع، وأخيراً نبارك لسموكم الكريم هذه الثقة الملكية بتعيينكم رئيساً لمجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز، حفظ الله البحرين وحكومتها وشعبها.