زيادة ميزانية الترميم إلى 600 ألف دينار
الديري لـ “البلاد”: نقل “السوق المركزي” من قلب المنامة إلى بوري
-
رفع سقف الدخل لحالات الحريق إلى 1000 دينار
-
بلدية العاصمة الأعلى في المردود المالي على مستوى المحافظات
-
200 ألف دينار لعوازل الأمطار والطوارئ
-
إنشاء ساحلين في خليج البحرين أحدهما للمنفعة العامة
-
تطوير مرافق التبريد في سوق اللحوم والخضروات بالعاصمة
في خطوة تعكس التوجه نحو تطوير البنية التحتية وتنظيم الحركة التجارية في العاصمة، أكد عضو مجلس أمانة العاصمة د. عبدالحسن الديري، اتخاذ قرار بنقل “السوق المركزي” من الموقع الحالي في قلب المنامة إلى موقع جديد بمنطقة بوري، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف إلى إنشاء بيئة تسوّق عصرية تواكب متطلبات المرحلة.
ويأتي هذا التوجه بالتوازي مع مشروعات كبرى تشهدها العاصمة، منها مشروع السكك الحديدية الخليجية، بالإضافة إلى جهود المجلس في تحديث الأسواق المركزية وتحسين الخدمات المقدمة للتجار والمستهلكين، مستفيدًا من المردود المالي المرتفع الذي تتمتع به بلدية المنامة؛ ما يجعلها مؤهلة لتقديم نماذج حضرية متقدمة في إدارة الأسواق والبنية التحتية.
وفيما يلي نص الحوار كاملا...
ما أبرز المشروعات لتحسين البنية التحتية في محافظة العاصمة؟
ينفذ مجلس أمانة العاصمة مشروعات استراتيجية لتحسين البنية التحتية، مع التركيز على الأحياء المكتظة التي تعاني نقصا في الخدمات الأساسية، وتشمل هذه المشروعات تحديث شبكات الطرق والصرف الصحي والمرافق العامة، بما يُحسّن جودة الحياة ويواكب التوسع العمراني.
ومن الأمثلة على ذلك، مشروع تطوير شامل في منطقة جدعلي بالتعاون مع وزارة الأشغال، يشمل تحسين شبكة الطرق وإعادة تأهيل الصرف الصحي.
كما اعتمد المجلس توصيات بزيادة ميزانية الترميم إلى 600 ألف دينار، ورفع ميزانية عوازل الأمطار والحالات الطارئة إلى 200 ألف دينار، واحتساب الراتب الأساسي فقط، ورفع سقف الدخل لحالات الحريق إلى 1000 دينار، كما رفع المجلس 31 من أصل 35 طلب ترميم إلى الوكالة المساعدة للخدمات البلدية المشتركة للعام 2023، إذ تمت الموافقة على 90 % منها.
هل هناك خطط لتحديث وتوسعة الأسواق المركزية في العاصمة؟
تُدرس حاليًا مقترحات لتطوير عدد من الأسواق المركزية لتواكب التغيرات الاقتصادية وتلبي احتياجات التجار والجمهور، من بينها مشروع تحديث سوق المنامة المركزية (سوق اللحوم والخضروات)، مع تطوير مرافق التبريد وتوسعة مساحات العرض.
وبما أن بلدية العاصمة تُعد الأعلى من حيث المردود المالي في المملكة، فمن الطبيعي أن تنعكس هذه القوة المالية على جودة الخدمات المقدمة.
ما الجديد في ملف “السوق المركزي”؟
نظرًا لتزايد الحركة التجارية وارتفاع متطلبات الخدمة، تم اتخاذ قرار بنقل “السوق المركزي” من الموقع الحالي في المنامة إلى موقع جديد بمنطقة بوري، ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى توفير بيئة تسوّق حديثة ومنظمة، بالتوازي مع مشروعات البنية التحتية مثل السكك الحديدية الخليجية.
كيف تصف واقع بلدية أمانة العاصمة من حيث المردود المالي والخدمات؟
لا أذيع سرًا إن قلت إن بلدية العاصمة المنامة هي الأعلى من حيث المردود المالي على مستوى المملكة، وذلك منطقي لكون المنامة هي العاصمة الاقتصادية للبلاد، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الواقع المالي على جودة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم.
هل لديكم مقترحات بشأن تطوير مساكن العمالة الوافدة لضمان سلامتهم؟
يعمل المجلس على تحسين ظروف السكن للعمالة الوافدة في مناطق وسط المنامة، بما يضمن السلامة والصحة العامة؛ نظرًا للكثافة السكانية العالية في تلك المناطق.
كيف يتم التعامل مع العشوائيات والمخالفات البيئية في المناطق السكنية؟
يتبع المجلس سياسة صارمة في هذا الجانب، عبر المتابعة اليومية وتكثيف الحملات الميدانية لرصد المخالفات البيئية والعشوائيات، ويتم التوثيق عبر منسقي مجلس أمانة العاصمة.
كيف يمكن الحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للمنامة وسط التطور العمراني؟
يعتمد مجلس أمانة العاصمة على رؤية شاملة لحماية الطابع التاريخي للمنامة، خصوصًا في الأحياء ذات الطابع المعماري التقليدي، عبر دمج عناصر التراث في خطط التنمية الحضرية دون الإضرار بها.
ومن الأمثلة العملية على ذلك، المحافظة على البيوت التراثية في “فريج المخارقة”، وتوجيه الملاك للاستفادة من برامج الترميم بدلا من الهدم، إلى جانب إعادة تأهيل الممرات القديمة في سوق المنامة دون المساس بالبنية المعمارية، مع تطوير الخدمات الأساسية مثل الإضاءة والبنية التحتية.
ما مدى اهتمام مجلس أمانة العاصمة بالمشروعات الثقافية والتراثية؟
يبدي مجلس أمانة العاصمة اهتمامًا بالغًا بالمشروعات الثقافية والتراثية، ويعدّها ركيزة أساسية في استراتيجيات التنمية الحضرية. فالحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية للعاصمة لا يُعد خيارًا، بل ضرورة، تماشيًا مع توجيهات القيادة الرشيدة في تعزيز البُعد الثقافي للمدن البحرينية.
وفي هذا الإطار، يتعاون المجلس بشكل وثيق مع هيئة البحرين للثقافة والآثار لتطوير عدد من المواقع التاريخية المهمة في محافظة العاصمة، لاسيما العيون المائية القديمة التي تحمل قيمة تاريخية وبيئية كبيرة.
وقد كشف المدير العام لإدارة التراث في الهيئة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، في أحد اجتماعات المجلس، عن وجود خطط مستقبلية لتطوير علامة “صُنع في البحرين”، عبر تحسين جودة المنتجات وزيادة تنوّعها في المتاجر التابعة للهيئة، مثل مركز الجسرة وباب البحرين.
كما تناول في حديثه مشروعات الترميم التي نفذتها الهيئة في العام الماضي، ومنها مشروع ترميم مسجد الخميس، الذي أنجزته الهيئة بجهود خبرائها ومهندسيها. ويضم مركز زوار المسجد العديد من القطع الأثرية المرتبطة بتاريخ المسجد وسوق الخميس وعلاقة الأهالي التاريخية بهما.
كما تحظى عين “بوزيدان”، القريبة من المسجد، باهتمام خاص، وتعمل الهيئة على إدراج مشروع ترميمها ضمن خطة شاملة لإحياء العيون التاريخية عبر تحويلها إلى متنزهات وحدائق داخل وخارج المنامة.
أما فيما يخص جامع المهزع، فهناك تعاون بين الهيئة والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتطويره، إذ انتهت أعمال التنقيب، وجارٍ إعداد التصاميم الهندسية مع المحافظة على الطراز المعماري البحريني للمساجد.
ويحرص المجلس على إشراك المجتمع المحلي في هذه المشروعات عبر فعاليات توعوية وأنشطة ثقافية تقام قرب هذه المواقع؛ بهدف إعادة ربط الناس بها وتعزيز قيمتها في الوعي العام.
هل توجد خطط لإعادة إحياء الأماكن التراثية مثل سوق المنامة و “الفرجان” القديمة بالعاصمة؟
تعدّ سوق المنامة من أقدم الأسواق في البحرين، وتشكّل قلب الحياة التجارية والاجتماعية في العاصمة؛ ولهذا يحرص المجلس على دعم مبادرات إحيائها وتعزيز دورها كمركز ثقافي واقتصادي.
ومن أبرز هذه المبادرات، فعالية “ريترو المنامة” التي أُقيمت في السوق القديمة، والتي أعادت أجواء الماضي عبر عرض مقتنيات وأزياء تراثية، إلى جانب تشجيع فتح المحال المغلقة ودعم الفعاليات الشعبية.
كما تقدم المجلس بمقترح لإطلاق شراكة مجتمعية اقتصادية لتطوير السوق، لاسيما في منطقة باب البحرين، وذلك لمعالجة التحديات الناجمة عن الحريق الذي اندلع في السوق العام الماضي.
كما تم طرح مناقصة من قِبل هيئة السياحة لتطوير سوق المنامة ومنطقة باب البحرين، وقد أثبتت تجربة “ريترو المنامة” فعاليتها في جذب الزوار وتنشيط السياحة الداخلية بالبحرين.
هل توجد خطط مستقبلية لإنشاء حدائق ومرافق عامة في المناطق المكتظة بالسكان؟
تولي الأمانة أهمية كبيرة لتوفير المساحات الخضراء بالمناطق التي تعاني نقصا فيها. وهناك خطة لزيادة عدد الحدائق والمساحات الخضراء، مع تأكيد إعطائها أولوية في المخططات الجديدة.
نلاحظ توجها متناميا نحو السياحة الرياضية في البحرين، فهل لدى المجلس مشروعات مشابهة في العاصمة؟
حتى الآن لا توجد مشروعات رياضية كبرى في العاصمة بالمعنى المعروف، لكننا نرى في ذلك فرصة يجب استغلالها، لماذا لا نُطلق مشروعا رياضيا متكاملا أو مجمعا للرياضات الحديثة؟ هناك بعض المبادرات من القطاع الخاص، لكننا بحاجة إلى مشروع أكثر شمولا وتنظيما.
وتُعد السياحة الرياضية من الملفات المهمة، ويجب على الجهات المعنية التعاون لتفعيل هذا القطاع مستقبلا في العاصمة.
ما الجديد بشأن تطوير الحدائق العامة؟
نحرص على إنشاء حدائق نموذجية عبر الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي، ونسعى إلى توفير حدائق مناطقية في كل دائرة. ويجري حاليًا العمل على تطوير حديقة السلمانية، إذ تضم العاصمة نحو 50 حديقة كبرى ومناطقية.
ويتركز الجهد في المرحلة الحالية على صيانة هذه الحدائق والحفاظ عليها، إلى جانب إنشاء ساحلين في منطقة خليج البحرين، أحدهما عام للمنفعة العامة، والآخر برسوم دخول بالشراكة مع القطاع الخاص.