أكتب اليوم عن عدة إنجازات مهمة لمملكة البحرين، وأبدأ بفوزها بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن للفترة 2026 - 2027 بنسبة 99.5 بالمئة من الأصوات؛ ما يدل على ثقة العالم بالمملكة وقيادتها وسياستها وشعبها. الشكر والتقدير لجهود الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، وكل العاملين في الوزارة من “فريق البحرين الدبلوماسي”، وكذلك المؤسسات الوطنية التي ساهمت في تحقيق هذا الهدف الرفيع للبحرين للمرة الثانية في ظل المسيرة التنموية الحكيمة والشاملة.
المهمة الثانية التي حققتها المملكة، نجاح وكالة البحرين للفضاء في إطلاق أولى حمولاتها المتخصصة في رصد وتحديد السحب في الصور الفضائية؛ لخدمة القطاع البيئي بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. هذه فرصة لتوجيه التحية والتقدير للطالبة مريم صالح من “بوليتكنك البحرين”؛ لفوز مشروعها بالمركز الأول للتخرج، باستخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الفضائية عالية الدقة.
أما الإنجاز الثالث فهو تدشين المنامة برنامج “المدينة الغذائية”، الذي يُمثل خطوة نوعية لدعم الأمن الغذائي الوطني. هكذا تعمل المملكة على ضمان تدفق غذاء صحي يجمع كلَّ العناصر الضروريّة لبنية جسم الإنسان، بأسلوب رحب وبناء شارك فيه الأفراد والقطاعات، بفاعلية مرنة وابتكار مُتقد. الهدف السامي هو تطوير الإنتاج المحلي ضمن منظومة صناعات يكمِّل بعضُها بعضًا؛ لمواكبة الأهداف المُخلصة لخدمة أجيال المستقبل.
كلمة أخيرة.. هكذا تتميز مملكة البحرين عالميا بتأييد السياسات الخارجية المتزنة وتعزيز المبادرات الدبلوماسية السلمية المؤثرة، وتوطين التقنيات المتقدّمة للنهوض بعلوم الفضاء، وبناء قدراتها في مجال تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتحسين مجموعة متناسقة لمشاريع غذائية متكاملة. كل هذا وغيره ترجمة واقعية للمبادئ الحكيمة التي تنتهجها المنامة، وتواكب تطلعاتها الوطنية تجسيدا لروح العمل الجماعي للقطاعين العام والخاص، وإعدادا للجيل الجديد لتحمل الأعباء القادمة القائمة على الاعتدال والتوازن.
كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية