تمر المنطقة في هذا التوقيت تحديدًا بتطورات مقلقة وأحداث متسارعة يراها العالم، وتُعد الأكثر تعقيدًا واضطرابًا في الوقت الحالي، وفي خضم هذه الأزمة والتحديات والمحن المتتابعة التي لا تبعد عنا وعن مجتمعنا الخليجي كثيرًا، تقف دول الخليج العربي مرفوعة الراية بمواقفها النبيلة التي تحرص على أن تكون أراضيها آمنة ومستقرة من هذه التحديات في المنطقة. وفي هذا السياق، تقف مملكتنا البحرين الغالية أمام هذه التحديات قوية بقيادتها الحكيمة وشعبها المتيقظ والواعي والملتف حول قيادته، فهذا الشعب الذي يجسد قيم الإخلاص والانتماء الحقيقي ويملك من الوعي الوطني الكثير، قادر على أن يكون نموذجًا مختلفًا من أجل الذود عن الوطن، فالبحرين أمانة في أعناقنا جميعًا بلا استثناء، فحماية الوطن والدفاع عنه من هذه التداعيات والصراعات الخارجية مسؤولية الدولة والمواطنين جميعًا، نعم مسؤولية مشتركة لجميع أفراد المجتمع صغيرًا وكبيرًا.
فوحدتنا الوطنية الركيزة الأولى التي نضمن بها أمننا واستقرارنا في وجه هذه الأزمات والتحديات المختلفة، فمثل هذه المحن تتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر التحدي، والوقوف صفًّا واحدًا مع الوطن وخلف قيادتنا الحكيمة، وأن لا ندع مجالًا للفتنه بأن تعبث بنسيج مجتمعنا ووحدته المتماسكة. ففي مثل هذا التوقيت يجب علينا أن نكون يدًا واحدة، وصفًّا متكاتفًا، وصوتًا عاقلًا من أجل نعمة هذا الوطن العزيز، لأن الأوطان لا تبنى إلا بتكاتف وتضامن وحب جميع أفرادها، ولا تنهض إلا بتلك العقول المخلصة والصادقة، ولا تحمى إلا بتكاتف أبنائها الذين يضعون الوطن فوق كل اعتبار، فلنكن جميعًا سدًّا منيعًا على أبواب وحدتنا الوطنية.
في الختام، يجب علينا أن نكون جميعًا صوتًا ينادي بالوحدة الوطنية في جميع الأوقات، فكل صوت ينادي ويبادر ويسعى إلى رأب الصدع، ويمد يده في وقت الشدة والمحن من أجل هذا الوطن والصالح العام، فإن هذا العمل يُعد عملًا عظيمًا يسهم في حماية الوطن، ويعزّز مناعة المجتمع ضد كل المساعي ومحاولات الفتنة والفرقة. “حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها الكريم”.
كاتب بحريني