العدد 6081
الأحد 08 يونيو 2025
ماذا يعني فوز البحرين بعضوية مجلس الأمن
الأحد 08 يونيو 2025

 يأتي فوز البحرين بعضوية مجلس الأمن غير الدائمة كشهادة حقيقية على ثقلها الدبلوماسي، بل ويمثل انتصارًا حقيقيًّا لمساعيها الكبيرة، فالبحرين قفزت قفزات كبيرة فيما يتعلق بتحسين الصورة والهوية الرسمية لها، ولم يكن هذا العمل وليد الصدفة أو حتى منذ سنوات قليلة، فمنذ تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم وإرساء دعائم المشروع الإصلاحي والعالم كله يتجه بأنظاره نحو البحرين، بلد اللؤلؤ والنخيل، وكذلك أول بلد عربي تقام فيه سباقات “الفورمولا 1” الدولية، هذا بالإضافة إلى وجود مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح الذي يحمل رسالة مفادها أن البحرين ماضية نحو نشر رسالة الأمن والسلام، والتي جبلت عليها ليس من الآن، ولكن منذ آلاف السنين، فأهل البحرين معروفون بطيب خلقهم، كما أن موقعها الاستراتيجي عبر الزمن جعلها ميناء حضاريًّا يستقبل ويحتضن ويرعى آلافا ممن يطأون هذه الأرض الطيبة ويختارون العيش فيها، لكن ماذا يعني أن نفوز بعضوية مجلس الأمن، ولماذا يعد ذلك انتصارًا للدبلوماسية البحرينية؟
الحقيقة أن هذا السؤال يحتاج إلى إجابات متفرعة، لكنني أبدأ من حيث انتهت إليه مملكة البحرين بفوزها بعضوية مجلس الأمن، وهو ما يعني ثقة جميع الأطراف في دبلوماسية مملكة البحرين وخطابها السياسي، كما أنه يعني تحقيقًا مترجمًا لأغلب رغبات المملكة فيما يتعلق بموضوع السلم والأمن، وهو ملف كبير وعميق لعبت فيه البحرين دورًا حقيقيًّا خصوصًا في الفترة الأخيرة ما قبل وبعد القمة العربية التي عقدت في المنامة والتي تمخضت عنها العديد من التوصيات التي دعا إليها جلالة الملك المعظم، ومنها إقامة مؤتمر سلام حقيقي برعاية مملكة البحرين حتى يكون محفلًا واسعًا وحقيقيًّا لوجود جميع القوى في العالم، والوصول إلى حلول حقيقية لإرساء السلام في عدد من المناطق التي يعاني فيها الأبرياء من قتل وتنكيل وانعدام حقيقي لمعاني الأمن والأمان.
كما أن وجود مملكة البحرين في مجلس الأمن يؤكد وجود ثقلها الكبير، وإن كانت ديرتنا تعد من الدول الصغيرة حجمًا إلا أنها ثقيلة بأفعالها، واسعة ومعطاءة بقلوب أهلها، عظيمة بأمجادها وحكمة قائدها، والأهم من ذلك كله أنها تعمل كفريق واحد وهو فريق البحرين، وسينعكس كل ذلك ويتجلى واضحًا في الخطوات القادمة والملفات التي تلعب فيها المملكة دورًا حاسمًا، فهنيئًا لنا فوزنا بمقعد بمجلس الأمن في هذه الفترة التي يحتاج فيها العالم إلى خطاب متوازن وكلمات مدروسة وتحركات حكيمة تجدها كلها في دبلوماسية قائد المملكة وحنكته وخطاب مسؤوليها.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .

OSZAR »