للإعلام تأثير بالغ الأهمية في تشكيل ثقافة مجتمعاتنا وتنمية وعيها بسبل معالجة قضايانا المشتركة، والحقيقة أن الدول العربية أدركت دور الإعلام وأهميته منذ سنوات وقامت بوضع إطار عربي ضابط للممارسات الإعلامية من خلال جامعة الدول العربية، حيث أصدرت ميثاق الشرف الإعلامي والاستراتيجية الإعلامية العربية وغيرها من الوثائق المهمة التي وضعت إطارا لدور الإعلام في المحيط العربي، وكان لي شرف المشاركة في جهود وضع ملامح هذا الإطار خلال فترتي رئاستي للبرلمان العربي.
ومنذ نشأة المجلس العالمي للتسامح والسلام اعتبرنا الإعلام أحد أهم أدوات نشر رسالتنا المتمثلة في مكافحة التشدد والعنصرية ونشر قيم التسامح وترسيخ ثقافة السلام على مستوى العالم، والحقيقة أن دور الإعلام اليوم أصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أتاحت تداول المعلومات وانتشارها بشكل تصعب السيطرة عليه، وللأسف الكثير من المعلومات التي يتم تداولها عبر وسائل الاتصال الحديثة تفتقر للمصداقية وتحمل بين طياتها رسائل إعلامية مغرضة هدفها إثارة الفتن والحيلولة دون توحيد الصف العربي وتمزق النسيج الوطني للدول.
وفي ظل هذا الواقع أصبح أثر الإعلام أكثر خطورة، فالأخبار التي يتم تداولها بين الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا يصعب التحقق من مصداقيتها والتعرف على مصدرها الأصلي، وهذا الواقع يضع عبئا إضافيا على كاهل المؤسسات الإعلامية الرسمية ومواقع الأخبار الموثوقة لدى الجماهير، وهو ضرورة تكثيف جهود توضيح الحقائق بشأن كل ما يتم تداوله وتصحيح الأخبار الكاذبة والمحرفة، كما فرض هذا الواقع عبئا إضافيا أيضًا على كاهل من يتلقى تلك الأخبار أو المعلومات بضرورة التحقق من مصداقيتها قبل نشرها عبر وسائل الاتصال الحديثة.
وهنا يلعب الكتاب وأصحاب الرأي دورًا بالغ الأهمية في تشكيل الوعي الجماهيري وتثقيف الشعوب بأسلوب التعاطي مع قضايانا من خلال مقالاتهم.
الرئيس الأسبق للبرلمان العربي رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام