حين نتحدث عن الشباب، فنحن لا نصف فئة عمرية فقط، بل نصف القوة المحركة للتنمية، والعقل الجريء الذي لا يخاف التغيير. الشباب هم نبض اللحظة وصانعو التحول، وإذا أردنا نهضة مستدامة، فعلينا أن نبدأ من حيث يقفون، لا من حيث كنا نحن، والاستثمار في الشباب ليس ترفًا، بل هو خط الدفاع الأول عن استقرار المجتمعات وازدهارها. في ذكرى يوم الشباب العربي، لا نكتفي بالاحتفال، بل نغتنم الفرصة لنرفع الصوت عاليًا: شبابنا هم الأمل الحقيقي، والمورد الأغلى، والطاقة المتجددة التي لا تنضب. من المحيط إلى الخليج، يثبت الشباب العربي أنه رغم التحديات، لا يزال قلبه ينبض بالحلم، وعقله مشغولا بصناعة الفرق، ويداه ممدودتين للبناء. 
وفي مملكة البحرين، يتجسّد هذا النموذج المضيء بكل وضوح.. شباب البحرين لا ينتظرون الأدوار، بل يصنعونها، يبدعون في ريادة الأعمال، ويتميزون في المبادرات الحقوقية والبيئية، ويتطوعون في خدمة المجتمع بوعي ومسؤولية. نراهم في المحافل الدولية سفراء واثقين، وفي الجامعات طلابًا ناضجين، وفي الميدان قادة حقيقيين.. لم يكونوا يومًا عالة على الدولة، بل ركيزة في رؤيتها المستقبلية.
ويكفي أن ننظر إلى نجاحاتهم في مجالات مثل الابتكار الرقمي، والبحث العلمي، والفنون، والعمل الإنساني، لندرك أن الاستثمار في الشباب لم يكن خيارًا، بل رهانًا ناجحًا. وهذه رسالة موجهة لشبابنا الواعد: أنتم لستم فقط جيل المستقبل، بل قادة الحاضر.. ثقتنا بكم لا تتزعزع، وأبواب المشاركة أمامكم مفتوحة، ومكانكم في الصفوف الأولى محفوظ.. تابعوا النهوض، واجعلوا من كل يوم مساحة جديدة للتأثير. اسألوا أنفسكم: ماذا يمكن أن أضيف؟ ماذا يمكن أن أغيّر؟ وابدؤوا بخطوة. وإلى كل مؤسسة رسمية وخاصة نقول: لا تنمّوا الشباب من أجل أنفسهم فقط، بل شاركوهم القرار، واستمعوا لأفكارهم، وامنحوهم الأدوات ليبهرونا. ولأن كل فكرة عظيمة تبدأ بإيمان، فلتكن رسالتنا واضحة: نؤمن بكم، ونراكم، ونمضي معكم لا أمامكم.