ربما لم تدق طبول الحرب الشاملة في المنطقة ولم تقترب من المستوى النووي كما حدث مؤخرًا إثر الضربات الصاروخية الحادة والعنيفة بين إسرائيل وإيران، وما أوقعته من خسائر فادحة على الجانبين، وما فرضته من اصطفافات ومواقف إقليمية ودولية متباينة وضعت الدول العربية في موقف حرج وأمام وضع شديد الخطورة، ولاسيما بعد أن مسّت سيادة دولة عربية هي قطر باستهدافها من قبل إيران.
بعد ساعات قليلة فقط من الهجوم الإسرائيلي على أهداف في إيران، انتقدت السعودية وأدانت بشدة هذا الهجوم على جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة، واصفة إياه بالانتهاك الخطير الذي يمس سيادة إيران وأمنها، ويخالف القوانين والأعراف الدولية. هذا البيان لوزارة الخارجية السعودية عكس القلق العميق جراء هذه التطورات، وعبر عن حالة من الإحباط العربي مما حدث والترقب لما سيحدث، إذ جاءت الحرب الإيرانية الإسرائيلية في وقت نشهد فيه تقاربًا عربيًّا إيرانيًّا يصب في أمن واستقرار المنطقة ونزع العديد من بؤر التوتر والعنف، وفي ظل مواقف أميركية لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع دول الخليج وسياسات أميركية بعيدة عن الجانب الإسرائيلي ورامية أيضًا إلى إنهاء الكثير من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.
وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى وجّه تحذيرًا صريحًا من تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، قائلًا: “إن الحرب بين إسرائيل وإيران وإرهاصات التدخل المباشر للدول العظمى أو بعضها، تطرح تهديدات خطيرة للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط تتأثر به دوله ومجتمعاته”، مضيفًا أن “مصر والشعب المصري ليسا بعيدين عن هذا التهديد الذي يتعرض له الأمن الإقليمي”، مقترحًا دعوة مجلس الأمن القومي المصري للانعقاد العاجل من أجل تحديد مصادر الأخطار التي تهدد الأمن القومي المصري في الداخل والخارج والإجراءات اللازمة للتصدي لها. ولا شك أن الدول العربية جميعها بحاجة إلى مراجعة تحديات وتهديدات أمنها واستقرارها ووضع رؤية متكاملة لكيفية التعامل معها.