لقد دخلت علينا العطلة الصيفية، والتي أحب أن أشبهها بالمساحة الخصبة التي ينبغي أن يستفيد منها طلبة المدارس فيما ينفعهم ويكسبهم المعرفة بكل جوانب التشويق والجاذبية، كمصدر خارج المنهج الدراسي. يجب ألا تمر العطلة هكذا بشكل عشوائي وغير مخطط ومدروس. وبمقاييس حكم دقيقة، خصوصًا في هذا العصر، هناك العديد من الطلبة الذين لا يستثمرون العطلة الصيفية ويقضون وقتهم في النوم، أو في التقاليد المعروفة مثل مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة، أو إدمان الألعاب الإلكترونية التي أثبتت تأثيرها السلبي والصحي على الشباب.
لكن الخطورة الأكبر التي يمكن أن تتسلل وتمتد كالشعاع المخيف في أعماق الطلبة، هي مشكلة الضجر والملل. ولهذا على أولياء الأمور الانتباه إلى سلوك أبنائهم في العطلة الصيفية، فقد تكون سببًا في تعلم أشياء تنذر - لا قدر الله - بالندم المر والغصة.
فالضجر يسبب مشكلات متعددة على صعيد الفرد والمجتمع، وله انعكاسات نفسية خطرة، وقد يؤدي تدريجيًّا إلى تدهور القيم والأخلاق، وقد يدفع صاحبه إلى ارتكاب حماقات عديدة يعاقب عليها القانون، ومنها التصرفات غير الأخلاقية، والانخراط في تجارب مع أصدقاء السوء، والانجرار إلى مهاوي الممنوعات. فمتى ما كان الابن أو الطالب يقضي ساعات يومه دون عمل مفيد، سيواجه عددًا من المشكلات المعقدة ومتعددة الأوجه، أكثر بكثير مما نتصور.
في رأيي الشخصي، مقياس نجاح المرافق السياحية والألعاب الرياضية والمسارح والمكتبات وغيرها، يكمن في زيادة عدد طلبة المدارس والشباب فيها خلال العطلة الصيفية. لأن هذه المرافق المختلفة هدفها أساسًا شغل وقت الفراغ بما يفيد ويشبع حاجات النفس، وبذلك يكون هذا هو التحدي الأكبر في العطلة الصيفية.