العدد 6092
الخميس 19 يونيو 2025
banner
الحرب على إيران وخلافة المرشد!
الخميس 19 يونيو 2025

 مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على إيران - والتي أدانتها دول مجلس التعاون الخليجي كافة - وحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إمكانية استهداف مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، كثرت التكهنات عن من يخلف المرشد في منصبه في حال حصل أمرٌ ما، وهو ما جعل البعض يعتقد أن ابنه مجتبى قد يكون الاسم الأكثر حظوة لخلافته.

جرت العادة في “الحوزة العلمية” ألا يصبح الابن مرجعًا دينيًّا بعد رحيل والده، لأن “المرجعية لا تورث”، إنما هي مسؤولية ينهض بها الفقيه الجامع للشرائط. بالعودة إلى التاريخ، نجد مرجعًا دينيًّا مثل محمود الشاهرودي، والذي توفي عام 1974، وكان أستاذًا لعدد كبير من العلماء، كان لديه ابنان على درجة من العلم، وهما محمد وحسين، وكلاهما يحظيان باحترام كبير نتيجة تفرغهما للتدريس والفقه، وما اشتهرا به من زهد. محمد الشاهرودي، الابن، الذي توفي قبل نحو 6 سنوات، بقي مدرسًا للفقه وفقط، ولم يصبح مرجعًا دينيًّا إلا بعد أكثر من ربع قرن على وفاة والده.

في الوقت الحاضر، المرجع محمد سعيد الحكيم، الذي توفي في سبتمبر 2021؛ هذا المرجع الذي ينحدر من عائلة علمية عريقة، لديه عدد من الأبناء، يقول العارفون بهم إن 4 منهم لديهم المؤهلات الكاملة ليكونوا مراجع دين بارزين، إلا أنهم رغم ذلك، أغلقوا مكاتب الإفتاء التابعة لأبيهم، وتم كسر “الختم” الذي كان يستخدمه والدهم للإمضاء على الفتاوى، كي لا يستغل من بعده. لذا، وبناءً على ما سبق، فإن العارفين بسيرة الحوزات العلمية يرجحون أن مرشد الثورة علي خامنئي لن يورث المرجعية الدينية ولا منصب المرشد لابنه مجتبى. 

رغم أن هناك تقارير إعلامية تدعي ذلك، إنما هذه التقارير غير دقيقة وتقوم على التكهنات.

المرشد خامنئي، رغم أنه لا ينتمي للمدرسة الفقهية الكلاسيكية، إلا أنه يدرك أن الحوزتين الأهم: النجف وقم، ترفضان مبدأ التوريث، ويعلم أن ذلك سيؤدي لامتعاض كبار مراجع الدين، وفي ذات الوقت يدرك أن الشعب الإيراني في مزاجه العام لن يتقبل تلك الخطوة!.

*كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .

OSZAR »