لقد أصبح تقليدا سنويا ذلك الذي يحتفي فيه الجسم الصحافي بالمملكة بجائزة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للصحافة. لقد أصبح اليوم الأول من يونيو كل عام، عيدًا للصحافيين، ويومًا سعيدًا لهم، ليس لأنهم سوف يفوزون جميعًا بالجوائز والتقديرات، إنما سيكون هناك من يمثلونهم في الفوز بالتقدير والتكريم والمكانة الصحافية التي يبحث عنها كل صحافي وكل محترف للمهنة، وكل منتظر للتصفيق الحاد.
اليوم الأحد، الموافق الأول من يونيو، هو يوم آخر للصحافة البحرينية، هو يوم التقدير لأصحاب مهنة المتاعب، وهو يوم يظل دائما ماثلا في الأذهان وينتظره صحافيونا بفارغ الصبر والشوق مرة واحدة كل سنة. ولعل في تقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، لصحافيينا ما يؤكد على الموقف الثابت من الدولة تجاه صناع الرأي، وحاملي أمانة الكلمة، ومسؤولية التأثير في تشكيل هوية الوطن وبناء وعيه المجتمعي المستنير.
الصحافي يحتاج بالفعل للدعم، بقدر ما يبذل من جهود لأجل المحافظة على سمعة ومكانة وطنه عالية مرفرفة، ورايات بلاده مرفوعة الهامة أمام الشعوب والأمم. الصحافي بكل ما يمر به من ظروف وتحديات شأنه في ذلك شأن حامل السلاح الذي يدافع عن أمن وطنه القومي، وعن حدود بلاده مترامية الأطراف، وعن سمعة قومه التي يحاول البعض النيل منها ببث الشائعات المغرضة، والبرامج المدسوسة، والمعلومات المشوهة. الصحافي هو الذي يستطيع أن يُشكل الصورة الذهنية لبلاده أمام العالم، وهو الذي يكتشف حسن النوايا من سيئها، وهو الذي يفرز المواقف ويحولها لصالح بلاده وأمته.
الصحافي هو الذي ينقل مواقف ساسته ومثقفيه وقياداته إلى الدنيا بأسرها، هو الذي يؤكد لهم أننا أمة تعايش وتسامح ومحبة وسلام، وهو الذي يذود عن ثوابت وطنه ويعبر عن عاداته وتقاليده بالأسلوب الذي يتناغم مع مفاهيم الواقع الدولي الجديد، والثورة التكنولوجية الهائلة الراهنة، وهو الذي يمكنه قبل غيره اكتساب المهارات التي تمكنه من استخدام التقنية وتصويبها نحو الهدف الصحيح في الوقت الصحيح، لذلك فإننا كثيرًا ما نجد الصحافي وهو يلهث خلف الأخبار، يعرض نفسه للخطر من أجل أن يصل بالأحداث الصحيحة والمشاهد الواضحة إلى بني أمته، وإلى شعبه والعالم بأسره، لكي يقول لهذا العالم: “هذا موقفنا الواضح من كذا وكذا، وتلك قضيتنا المحورية والوطنية الأولى تجاه كذا وكذا”. وهو الذي يستطيع دون غيره أن يقف في وجه حملات التشويه و “الشوشرة” والإساءة لبلادنا من أعدائنا المتربصين وهؤلاء الذين لديهم مشاريع مضادة لمشاريعنا التنموية والوطنية المجيدة، وهو الذي يحمي الاستقرار ويدافع عن الثوابت، ويساهم في بناء الهوية الوطنية بل وترسيخها في الذهنية الجمعية داخل وخارج الوطن.
لذلك، أدركت قيادتنا الحكيمة أهمية الصحافة فخصصت لها يومًا تحتفي فيه بالأوائل في مايو من كل عام، ويومًا للجائزة التقديرية من سمو رئيس الوزراء لكل من يجيد في محرابه، ويتفوق في أدائه، ويقول كلمة حق لا يُراد بها باطل.