قرأت كتابًا بعنوان “التغيير للأفضل”، وهو عبارة عن خلاصة أهم كتب تطوير الذات والارتقاء بالنفس، من إعداد مجموعة أطلقت على نفسها “فريق أخضر”، والكتاب فيه الكثير من الصور والسلوك والتصرفات الحياتية التي يعرضها بشكل مبسط وسهل، كما أن الكتاب يناقش بعض الممارسات اليومية التي يتعامل بها الإنسان مع التكنولوجيا بشكل خاص. وقد تطرّق الكتاب في أحد أجزائه إلى موضوع التعامل البشري المباشر مع الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المحمولة، حيث تساءل في هذا الجزء تحديدًا عن الوقت الذي يقضيه المستخدم مع متصفح الإنترنت، مشيرًا إلى تجربة أحد الأشخاص وأنه سيقضي ربع ساعة فقط في التعامل مع محرك البحث، إلا أن هذا الوقت امتد طويلًا ليصل إلى ساعات طويلة قضاها مع متصفح الإنترنت وهو ينتقل من موقع إلى آخر.
هذه التجربة التي ذكرها الكتاب للشخص الذي يقضي كل هذا الوقت من أجل التصفح وقراءة بعض المعلومات والأخبار والصور، يجعلنا نتساءل هل استفاد المستخدم عند تصفحه من كل هذه المعلومات والمحتويات الرقمية التي مر عليها؟ الإجابة غالبًا تكون “لا طبعًا”، وهنا أنا لا أجمع بأن كل من يستخدم المتصفح لا يستفيد من المعلومات، ولكن أغلب المستخدمين يعتبرون هذا المتصفح أداة تسلية وأحيانًا تُوصلك إلى إجابة بعض التساؤلات الآنية فقط.
وهنا يجب علينا التفكير بطريقة مختلفة نوعًا ما نعزّز فيها الجانب الإيجابي في تعاملنا المباشر مع الأجهزة الإلكترونية، فقد تكون من الممارسات الملائمة لنا ونحن نتعامل مع هذا النوع من الأجهزة الإلكترونية، عملية تدوين المعلومات والمحتويات الضرورية التي نرصدها ونحن نفتح متصفح الإنترنت في ذاكرة أجهزتنا المحمولة.
كما يمكننا كتابة موضوع أو فكرة لها أهمية اجتماعية أو سلوكية أو توعوية في مفكرة أجهزتنا، ويمكننا الاحتفاظ بالكثير من المحتويات بشكل بسيط وعملي في أجهزتنا والرجوع لها للاستفادة منها على المستوى الشخصي.
في نهاية الأمر، يجب علينا أن نزيد من قاعدتنا الإدراكية والفكرية والثقافية من أجل أن تتضاعف لدينا مساحة المعرفة الشخصية، لنتمكن بعد ذلك من نشر هذا المخزون المعرفي للأطراف الأخرى من أجل الاستفادة العامة، فالمعلومات الصحيحة والإيجابية التي نتداولها لها علاقة ببناء الفكر المجتمعي السليم.
كاتب بحريني