حتى يكونوا رجالاً
| إبراهيم النهام
الاستثمار في الأولاد هو الثروة الحقيقية في الحياة، والباقيات الصالحات، والإرث الجميل في الدنيا والآخرة، وهو العمل الخير، الذي سيفتح أبواب السعادة لكثيرين، ويخفف عنهم مشاق الحياة، وأثقالها. والاستثمار بهم، لا يأتي عبر طلب العلم فحسب، فهنالك أمور كثيرة أهم، وأعمق، على رأسها الدين، والخُلق، والبعد عن المدمرات، كالغيبة، والنميمة، والكذب، والحسد، ونكث العهود، وغيرها. وهو أيضا التقدير لصلة الرحم، والسؤال عن كبار السن، ومزاورتهم، وقضاء اللحظات الجميلة بقربهم، ومد يد العون للآخرين، أقارب كانوا أو غرباء، من دون أن يطلبوا ذلك، وأن يكون العمل التطوعي منهاج حياة، وعنوانا رئيسا لكل ما هو مقبل. الاستثمار بالأولاد هو غرس الفضائل الحقيقية بهم، برفض الأنا، ورفض اللهث خلف المصالح الشخصية، واعتبار ترك الأثر الطيب في الآخرين، ومساعدتهم، للوصول الى السعادة الحقيقية، والرضا الحقيقي، والمنى، والأمل، وراحة البال. الاستثمار في الأولاد، هو تربيتهم ليكونوا رجالاً بسن مبكر، ونساء بسن مبكر، يعون ما لهم وما عليهم، وبأن الحياة مهما قست، وصعبت عليهم، فهي بحال أسوأ على غيرهم. القصة ببساطة، أن أولادنا بحاجة إلى قلب حي يهتم بهم، وروح نابضة، ومسؤولية حقيقية، تعي ما يحتاجونه، وما يجب أن يقدم لهم، فالتربية، والتوجيه، والنصح، والتقريع، ليس لها تاريخ صلاحية، أو انتهاء، بل هي مسؤوليات مستمرة حتى النهايات.